ناك تعريفات كثيرة لكلمة "تدريب" عددها قد يضاهي عدد المدربين. الهدف الرئيسي من التدريب هو مساعدة الأشخاص المعنيين و وضعهم على الطريق الصحيح للوصول إلى ما يطمحون في حياتهم المهنية. السؤال الرئيسي الذي ينبغي على كل متدرب إجابته هو: "ما هو الدور الذي سأقوم به داخل الشركة من جلال مشاريعي و وسؤولياتي؟"
إن الفجوة بين التدريب داخل الشركة و المنافسة في الألعاب الرياضية تستحق الذكر بصفة خاصة، و ذلك من حيث المنهجية، و الأهم من ذلك من حيث الإختلاف الجذري بين نتائجهما النهائية. فإن الأفراد الذين يتجاوزون حدود قوّتهم في الشركة قد يمثلون تهديداً لها. علاوة على ذلك، المنافسة على الصعيد المهني غالباً ما يكون لها وقع سلبي على الجو الإجتماعي في الشركة الذي يُعد واحداً من أصول الشركة الأكثر قيمة، و بالتالي يجب أن تكون أهداف التدريب و منهجيته المتّبعة واضحة و متفق عليها.
نلاحظ أيضاً أن التدريب الجماعي يّعتمد أكثر فأكثر في الشركات، حيث أنه يتبع نفس القواعد و النتائج المتّبعة من قِبل التدريب الفردي. الفرق هو أنه، بدلاً من البدء بالتدريب مع مدقّق على مستوى الفرد، يتم تقييم و تدقيق جميع وظائف الفريق في المقام الأول. و بالمثل، في نهاية أي عملية، يجب على كل شخص أن يحظى بعمل معين و مسؤوليات محددة في خطة العمل الجماعي.
الأدوات
يمكننا استخدام عدّة أدوات، حيث ينبغي على الأدوات التي تم إختيارها أن تلائم وضع الشخص المُراد تدريبه، كنمط مشروعه المهني أو أوضاع شركائه و ما إلى ذلك. من أكثر الأدوات شيوعاً و التي تستحق الذكر هي:
- إدارة المشاريع
- الإدارة بالأهداف
- الإدارة بالتباين
الممارسة
الإدارة عن طريق التدريب يتبع منهجية خاصة حيث يتم ضبط و تعيين كل عمل أو نشاط إلى مشروع. هذه العملية تتّبع الخطوات التالية:
١. متابعة مستوى الشخص المتدرب: التقييم على المستوى المهني (المعرفة النظرية و العملية، السلوك) و على المستوى الشخصي (تقييم النفس، المبادىء و القيم) من أجل مقارنتها مع خصائص المشروع.
٢. متابعة مستوى المشروع: يهدف هذا التحليل لهيكلة متطلبات المشروع بطريقة موضوعية، على الصعيدين التقنيو البشري. و سوف تتضمّن ما يلي:
> قائمة بأسماء العملاء مع توقعاتهم
> قائمة بأسماء الشركاء في المشروع
> قائمة بجميع العوامل (التقنية و البشرية على حد سواء) التي قد تعيق أو تحفّذ العمل على اكمال المشروع
٣. تعريف رسالة الشركة (الهدف الأساسي): العمل على بناء و تعريف الهدف الأساسي للشركة و رسالتها. و على الأخيرة أن تلائم خصائص الشخص المتدرب و تطلعاته و قيمه.
٤. الأهداف و الأنشطة: نقوم في هذه المرحلة بتعريف -غير معرّفة في كثير من الأحيان- الأهداف الكميّة (التكاليف، المواعيد النهائية، نسبة استقالة الموظفين، نسبة الغياب…) و/أو الأهداف النوعيّة (جودة المنتجات/الخدمات، الدافع، المهارات، جو العمل…) التي تكمن وراء هذا الهدف. يمكن أن نقسم الهدف الأساسي إلى عدة أهداف فرعية، فهذا يساعد على مراقبة و تقييم أفضل للتقدم الذي يحرزه المشروع. نلاحظ هنا أنه غالباً ما تُنسى الأهداف المتعلقةبالتواصل بين الموظفين (تحسين علاقة العملاء، تطوير مهارات العاملين على المشروع…) في هذه العملية.
إن سير العمل و النشاطات هي أيضاً مشتقة من رسلة الشركة أو الهدف الأساسي وراء تأسيسها. ينبغي وجود عقلانية و منطق في النشاطات داخل الشركة و العلاقات فيما بينها، من إجل تحقيق مكاسب من حيث الوقت و الجهد و المال. إن ادراج جميع النشاطات و الأعمال التي يقوم بها الوظفين داخل الشركة في قوائم و ترتيبها يساعد على تحديد المهام و المسؤوليات بشكل واضح و تقسيمها داخل الفريق نفسه.
٥. الوسائل و الهيكلية: على جميع الوسائل في هذه المرحلة - سواء تقنية (أدوات، معلومات، بينية تحتية…) أوبشرية (إدارة، عملاء، تسويق، اتصالات…) - التي من شأنها أن المساعدة على الوصول إلى الهدف الأساسي للشركة أن يتم ادراجها في قوائم و تسجيلها.
أما بالنسبة للهيكلية، فمهمتها إضفاء الطابع الرسمي و تحديد دور كل شخص في الشركة بطريقة واضحة و شفافة، و ذلك من أجل تسهيل عملية تفويض المهام و رؤية المشروع بصورة عامة و شكل افضل (مدير المشروع).
٦. خطة العمل: و الهدف المباشر منها تحقيق الهدف الأساسي للشركة. فإن عدم وجود هذه الخطوة و تنفيذها يعني قيامنا بعملية التدريب هذه دون جدوى. من الضوروي جداً تطبيق القرارات المتخذة و تنفيذها بسرعة.
خطة العمل تتكون من جزأين:
> خطة عمل شخصية: و تهدف إلى تحقيق حياة متوازنة للشخص (التوافق بين حياته داخل العمل و خارجه). و تستند هذه الأخيرة على هوايات الأشخاص، م كذلك على تطوير نقاط الضعف التي يعتبرونها هامة بالنسبة للمشروع و أنفسهم.
> خطة عمل المشروع: و هي أدات القيادة الرئيسية التي من شأنها أن توجه مسار العمل على المشروع. ففي هذه الخطة تندرج جميع اهداف الشركة بالضافة إلى الهدف الأساسي و جميع الأدوات و الوسائل ذات الصلة. فهي تتيح إدخال إطار زمني لتحديد مواعيد زمنية نهائية و إلزامية للعمل على موافاتها. و أخيراً باستطاعة المدير القائم على المشروع - بفضل هذه الخطة - متابعة العمل على هذا المشروع عن كثب و تقييمه.