أ – تشكيل سلوك الفرد والسيطرة على ما يتعلمه :

 تلعب المثيرات والمعلومات والمدعمات التي تصدرها الجماعة وتواجهها نحو أفرادها دوراً كبيراً في تحديد ما يتعلمه هؤلاء الأفراد عن الواقع المحيط بهم . فنظرة الفرد للمنظمة وتقديره لأنظمتها المختلفة ، ونظرته وتقييمه للرؤساء ومفاهيمه عن العمل ومتطلباته ، وعن السلوك المسموح به وغير المسموح به  كل هذه الامور قد لا يستطيع الفرد أن يكونها ويتعلمها من خلال خبراته المباشرة في وقت قصير نسبياً .
 لذلك توفر الجماعة للفرد خبراتها هي ، ومفاهيمها هي ، لتحقق تعلم سريع من قبل الفرد بما يتفق مع ما تحرص الجماعة على أن يتعلمه ويكتسبه من معلومات ومفاهيم .


ب – تنميط سلوك الافراد في بعض الجوانب التي تحفظ سلوك الجماعة وتماسكها:
تحاول جماعات العمل أن تحفظ قدراً من التماثل في سلوك أعضائها ، فمثل هذا التماثل يحقق للجماعة ولأعضائها امكانية التنبؤ المسبق بسلوك بعضهم . وجوانب التماثل هذه قد تمثل جوانب محدودة من سلوك الافراد . فهي غالباً ما تتعلق بجوانب السلوك الذي يحفظ وجود الجماعة ، ويحقق تماسكها الداخلي ، ويمكنها من مواجهة أي ضغوط أو تهديدات خارجية . فقد يتفق على الكيفية التي يتعامل بها الاعضاء مع المشرف في مواقف معينة ، مثل اعطائه معلومات معينة أو عدم إعطائه اياها وقد يتفق على الكيفية التي يتم فض الخلافات بها بين افراد الجماعة. كذلك قد يتم التنميط في مسائل تتعلق بطرق أداء العمل ، أو مستويات الانتاج التي لا ينبغي تخطيها .


ج – تحقيق قدر من التمايز الداخلي في الجماعة :
في الوقت الذي تسعى فيه جماعات العمل لتحقيق نمطية وتماثل بين أفرادها في أمور معينة ، فهي تسعى من ناحية أخرى لتحقيق تمايز واختلاف في  الواقع والادوار لأعضائها . فعادة ما يتبلور في الجماعة عدداً من الادوار للأشخاص الذين يمارسون أدوار القيادة والنفوذ ، واولئك الذين يكتفون بدور التابعين . كما تتبلور ايضا أدوار اولئك الذين يباشرون مهام العمل الرئيسية، واولئك الذين يمارسون ادواراً تتعلق بالمناخ الاجتماعي ( مثل من يقوم بدور حلقة الاتصال في الجماعة ) ومن يقوم بتجميع المعلومات الخارجية ، وكذلك من يقوم بدور فض الخلافات بين الاعضاء . وهكذا يتحدد السلوك المتوقع والمحدد لكل عضو في الجماعة القيام به حفاظاً عليها وتحقيقاً لأهدافها .

1-    الجماعات هي المحدد الاساسي لسلوك الفرد وانضباطه فهي التي تساعد على اكتساب سلوك معين او تعديل هذا السلوك كجماعة الاسرة والجماعة المنحرفة .
2-    للجماعات قوة تأثير في تنمية قدرات الفرد سواء الجسمية او العقلية او الاجتماعية كجماعة النادي وجماعة الهوية .
3-    للجماعات قدرة اشباع حاجات نفسية للافراد كالحاجة إلى الحماية او الحب او الامن او اشباع حاجة اثبات الذات والتحرر من الخوف والقلق والاحباط كما هو الحال في جماعة الاصدقاء وجماعة الاسرة .
4-    وهي قادرة على تحقيق متطلبات اجتماعية او اقتصادية كما هو الحال في الجماعات التعليمية وجماعات العمل والجمعيات التعاونية
5-    ويمكنها ممارسة انشطة او تحقيق مصالح لا يتيسر ادائها دون الاشتراك في جماعة كما هو الحال في جماعات النقابات والاتحادات .
6-    ولها تأثير في سرعة التعلم عن طريق المشاركة في الجماعة كجماعة الفصل والجماعات العلمية . وقد تبين ان للجماعة تأثير مباشر في سرعة استجابة الفرد ودقته ومقدار انتاجه في العمل .
7-    وعن طريق الجماعة يمكن للفرد ان يتفهم ذاته وللدور المحدد له في موقف معين ، كما يكتسب الفرد استبصار في قدراته ومهارته من خلال الموقف الجماعي كذلك بالنسبة لدرجة طموحه .