إنّ إجراء أي مقابلة وظيفية للتقدم لوظيفة ترغبها بصدق، تجعلك  في كثير من الأحيان تشعر بالخوف والتوتر. مئات من الأفكار المختلفة قد تخطر في بالك، وعند المضيّ في المقابلة، إذا كنت غير مستعد لها، يسيطر عليك القلق والتوتر. بالتالي يجب عليك معرفة الجوانب الأكثر أهمية في المقابلة الوظيفية والتركيز عليها وتجنب كل ما هو خاطئ.
بالنسبة للكثيرين، فإنّ قائمة الأمور التي ينبغي القيام بها في المقابلة يصعب تذكرها خاصة عندما تكون في حالة عصبية، ولكن معرفة الأخطاء وتجنّبها يعتبر مدخل لانجاح المقابلة. العديد من هذه الأخطاء التي سوف يتم ذكرها تتسبب في الغالب بالفشل في المقابلة الوظيفية، وعندما تنجح في تخطّيها، سوف يظهر لأرباب العمل المحتملين أنّك المرشح الذي يبحثون عنه والمناسب للعمل المقترح.

1. التحضير غير المناسب للمقابلة.
2. الوصول باكرًا جدًا أو متأخرًا جدً.ا
3. القيام بتصرف خاطئ.
4. إظهار عدم الاستعداد لأسئلة المقابلة.
5. ارتداء ملابس غير مناسبة.
6. عدم طرح الأسئلة اللازمة.
7. السؤال عن الراتب أو المخصصات.
8. عدم إحضار الوثائق المطلوبة.
9. عدم الصدق والامانة والتهذيب.
10. التسويق لنفسك بشكل خاطئ.

واحدة من أكثر الأخطاء الحرجة التي تلفت نظر أرباب العمل هي وصول المرشح إلى مقابلة العمل دون تهيئة واستعداد لها. الباحثون عن عمل الذين لم يقوموا بأي بحث عن الشركة التي تقدموا بطلب للحصول على وظيفة فيها لن يكونوا قادرين على الشرح بدقة لصاحب العمل كيف أنّهم الأنسب للوظيفة. هذا لأنّهم لا يعرفون ما يكفي عن الشركة حتى يقنعوا الشخص الذي يجري المقابلة معهم  كيف يمكن أن تستفيد الشركة منهم.
لقد قال بنجامين فرانكلين ذات مرّة، "اذا فشلت في التحضير، فإنّك تُحضّر للفشل." هذا الاقتباس هو دقيق للغاية عندما يتعلق الأمر بالتحضير لمقابلة وظيفية. يجب القيام بأبحاث عن الشركة ووظائفها  للتأكد من فهم أهداف الشركة. يجب أن تظهر كشخص مهتم بالشركة، ومتحمس للعمل فيها.عندها سيكون لديك فرصة للتأثيربالشخص الذي يقابلك.
من أكثر الطرق تميزا للتعرف على معلومات الشركة هي زيارة صفحة الشركة على الانترنت. يمكنك العثور على معلومات عن تاريخ الشركة، المهام، المنتجات / الخدمات المقدمة، وأكثر من ذلك بكثير. سوف تحتاج أيضا إلى زيارة المواقع المنافسة. أدرس المعلومات حول الوسائل المستخدمة في الشركات المنافسة، وحدّد كيف سوف تستفيد منها في المقابلة.

يوجد خطأ شائع آخر يرتكبه المتقدمين للوظائف وهو بالذهاب إلى المقابلة في وقت خاطئ. الوصول إلى المقابلة في وقت متأخرليس من الأمور الجيدة ، كذلك الحال بالنسبة للوصول في وقت مبكر جدا والذي ينظر إليه على أنّه مصدر إزعاج. فقد يشعر الشخص الذي يجري المقابلة بضرورة تغيير الجدولة الزمنية ليجالسك.
 يجب عند الوصول الى المقابلة التأكد من أنّك على مقربة من وقت الموعد، ويفضل الوصول قبل الموعد ببضعة دقائق. اذا  كنت ترغب في التأكد من أنّه لديك الاتجاهات الصحيحة للشركة ومعرفة حركة المرور خلال وقت المقابلة, يرى كثير من الناس أنّه من الأفضل القيادة على الطريق الذي يؤدي الى الشركة قبل يوم كامل من المقابلة للتعرف على الطريق. يساعد هذا الأسلوب أيضا بالتأكد من التوقيت الخاص بك ، بالتالي لا تصل الى المقابلة  في وقت مبكر للغاية أو في وقت متأخر.
من المهم أيضا معرفة من الذي سيجري المقابلة معك ، عندها يمكنك الذهاب الى مكتبه/ مكتبها عند وصولك. وبالتالي من خلال تجنب الموعد الخاطئ ومعرفة مكتب المقابلة تستطيع أن تكون مرتاحا وينصب تركيزك على إنجاح المقابلة.

يمكن للتصرفات والسلوكيات أن تكلفك خسارة الوظيفة دون أن تدرك ذلك. قد تقوم ببعض الحركات التي من الممكن أن تجعل الشخص الذي يقابلك يعتبرك شخصا سلبيا، أو شخصا غير مناسب لهذا المنصب.
يمكن للتصرفات السلبية أن تحدث في أي لحظة خلال المقابلة، لذلك عليك أن تكون يقظاً في كل وقت المقابلة. على سبيل المثال، التكلم بالسوء عن رؤسائك السابقين،عملك السابق، زملائك السابقين وهكذا دواليك، سوف ترسل رسالة سلبية عنك لأصحاب العمل المحتملين.
تعكس لغة الجسد غير اللائقة أيضا صورة سلبية. وينبغي تجنب حركات الجسد التالية في جميع المواقف:
• التراخي
• لمس العين
• وضع الذراعين فوق الصدر
• اللهو بالشعر
• اللهو بالأشياء الموجودة على المكتب أو في الجيب
• التحقق من الهاتف

بالإضافة إلى لغة الجسد، هناك عدد قليل من الإشارات التي يمكن أن تفسر على أنّها سلبية:
• التحدث بصوت منخفض
• التمتمة
• الأصوات مثل، اه، أو اممم في المحادثة
لتجنب هذه الممارسات والتصرفات يجب التدرب على الحركات الجسدية والتصرفات المتناسبة مع الظروف والحديث المتوقع مناقشته في المقابلة.

يوجد عنصرين رئيسين لعملية المقابلة وهما : الرد على الأسئلة التي يطرحها المقابل، وتحضير الأسئلة التي سيطرحها المرشح للوظيفة. إن لم تكن قادرا على إعطاء الإجابات الصحيحة على الأسئلة المطروحة، فلن تكون قادراً على أن تظهر لمن يقابلك أنّك المرشح المناسب لهذا المنصب.
أفضل طريقة لتجنب الإجابة على الأسئلة بطريقة خاطئة هو من خلال الإعداد لها قبل الوقت عبر توقع الأسئلة والإجابات المناسبة لها. هذا يمنحك وقتا للتفكير في إجاباتك مسبقا.

ومن  الأسئلة المتوقعة في المقابلة (على سبيل المثال لا على سبيل الحصر):
•    ماهي نقاط قوتك؟
•    ما هي نقاط ضعفك؟
•     لماذا تريد هذا الوظيفة؟
•     ما هي بعض إنجازاتك حتى الآن؟
•     لماذا تعتبر نفسك المرشح المثالي؟
•     ماذا تتوقع من رب عملك السابق أن يقول عنك؟
يجب التدرّب على الاجابة عن هذه الأسئلة، وأسئلة مشابهة لتلك حتى تتمكن من تجنب التوتر والاجوبة الخاطئة. وبالتالي سوف تظهر أيضا أكثر ثقة وذكاء.

للأسف، من الأخطاء الحاسمة التي يمكن ارتكابها في المقابلة هو ارتداء ملابس غير مناسبة. بغض النظر عن مكان المقابلة، أو ما هو الموقع المرشح له، يجب الحرص على ارتداء الملابس المناسبة.
من المهم قبل المقابلة معرفة نظام اللبس المعتمد والملائم للشركة، والسعي نحو التمثل به.  مع لحاظ أنّ ملابس الأفراد في الادارة العليا تختلف عن ملابس باقي الادارات، وبالتالي يجب أن يكون لباسك مناسبا للمستوى الاداري الذي أنت مرشح له. الشيء المهم في المقابلة هو حصر التركيز على المهارات، والإنجازات، والأسباب الأخرى التي تميزك كمرشح. يجب عدم جعل من يقابلك يركز على الطريقة التي تظهر بها أو العطر الذي تضعه، لأنّه قد يغيب عنك كيف ستكون حيويا للشركة.

بالإضافة إلى معرفة كيفية الإجابة على الأسئلة التي يسألها المقابل، تحتاج إلى معرفة الأسئلة الصحيحة التي يجب طرحها في المقابلة. من المؤكد أنّ المقابل سيطلب منك طرح أسئلتك، بالتالي اذا لم تطرح الاسئلة الصحيحة سيعتقد المقابل أنّك غير مهتم للموقع المرشح له ، أو أنّك لم تستعد جيداً للمقابلة أو غير مؤهل للوظيفة.
استخدم الأبحاث التي قمت بها عن الشركة للتفكير في الأسئلة التي سوف تكون مهمة.  من خلال الاسئلة يجب إقناع المقابل، والحصول على معظم المعلومات الممكنة لاتخاذ قرار مستنير بشأن قبول المنصب.
أهم ما يجب أخذه  في الاعتبار هو عندما يطلب منك، "هل لديك أي أسئلة لي؟" ألّا تجيب بكلمة، لا. وهنا بعض الأسئلة التي من الممكن طرحها:
• ما هي أكبر التحديات المتوقعة لي؟
• ما هي المهام المحددة المتوقعة مني في هذا المنصب؟
• ما هي الخطوة التالية بعد المقابلة؟
• هل هذا المنصب تم استحداثه، أو تم استبدال موظف آخر؟
• كيف سيتم قياس أداء عملي؟
• ما هي الأهداف المباشرة للعمل المرشح له؟
• ما هو أكبر تحد يواجه الشركة حاليا؟
• ما هي المزايا التنافسية وهل هذه الشركة لديها أكثر من منافس؟
• ما هو مساري الوظيفي المتوقع إذا ما توظفت في هذا المنصب؟
• كيف تقيّم ترشيحي مقارنة مع المرشحين الآخرين الذين قابلتهم؟

بالإضافة إلى طرح الأسئلة الصحيحة، تحتاج إلى معرفة أي أسئلة يجب تفاديها. إذا لم يقم مجري المقابلة بفتح موضوع المخصصات والبدلات المالية لهذا العمل، فمن الأنسب أن لا تقوم أنت بفتح الموضوع، بل لمعرفة ذلك يجب البحث عن ذلك ممن يعملون عمل مشابه أو انتظار توقيع عقد العمل.

بالإضافة إلى السؤال عن الراتب، هناك بعض الأسئلة الأخرى التي يجب تجنبها:
• السؤال عن الاجازات؟ - إذا كنت تسأل بالفعل للحصول على إجازة، فمن يقابلك لن يرتاح لك.
• هل سيطلب مني العمل الإضافي؟ - السؤال عن الساعات التي سوف تعملها حق لك ولكن من الممكن ان يفهم من يقابلك أنّك غير مستعد للعمل الاضافي ولا تتحمل ضغوط العمل.
• فيما يمكنني استخدام كمبيوتر الشركة؟ - العديد من الموظفين تستخدم أجهزة الكمبيوتر لأغراض خارج العمل في الشركة، ولكن لا تتحدث عنه خلال مقابلة. فإنه يدل على أنّك غير جدّي في العمل وربما تسعى لاضاعة الوقت في العمل باستخدام الكمبيوتر لأعمال خاصة.
• هل سأكون قادرا على العمل من المنزل؟ - قد يكون هذا سؤال تحتاج إلى معرفة جوابه. لكن لا يجب أن تسأله بل يتم الحديث عنه من خلال المهام المطلوبة التي سوف يطرحها المقابل في المقابلة.
العديد من هذه الأسئلة قد تبدو ساذجة، ولكن الكثير لا يدركون لماذا فشلوا حتى بعد المقابلة....؟ ذلك لأنّهم قاموا بطرح أسئلة غير ملائمة.

عندما يتم استدعاؤك لإجراء مقابلة، لا تفترض أن لديهم أي من المستندات الخاصة بك. يجب عليك اصطحاب كافة المستندات المطلوبة منك. العديد من أرباب العمل يرغبون بالقيام بالمقابلات الجماعية، وسيطلبون المستندات في نهاية المطاف.
بالإضافة إلى تقديم سيرتك الذاتية، تأكد من إحضارعدّة نسخ حتى يتسنى للجميع ممن يجرون المقابلة الحصول على نسخة. وعندها ستظهر بأنّك مستعد للمقابلة ومتقن لعملك.

يوجد أمور مهمة لدى أرباب العمل يحب أن تتوفر بالمرشح، الصدق والأمانة والتهذيب. تعتبر المقابلة من الابواب التي يجب أن تسعى خلالها لاظهار مواصفاتك لمن يقابلك. إذا شعر المقابل بعدم الصدق او سوء في الأمانة أو التهذيب فمن المحتمل أن يكون هذا سببا كافيا لخسارتك الوظيفة.
عندما تكون في مقابلة مع الشخص الذي يجري المقابلة والذي قد يكون رئيسك في المستقبل, يجب ألا تكذب وألا تجلس حتى يُطلب منك واستأذن قبل إزالة معطفك.
يتوقف جزء كبير من نجاحك في المقابلة على سلوكك، وعرض المهارات، والقدرة على طرح الأسئلة والإجابة، والصدق، ومدى نجاحك في تكوين نظرة إيجابية اتجاهك. إذا فشلت في احداها، سيكون لديك صعوبة في إثبات أفضليتك كمرشح لهذا المنصب.  

يعتبر التسويق لنفسك واحدا من أهم الأمور عندما يتعلق الموضوع بمقابلات العمل، وإذا فعلت ذلك بشكل غير صحيح، يمكنك أن تفقد الوظيفة. تسويق نفسك هو أن تظهر لصاحب العمل أنّك أفضل مرشح لهذا المنصب.
عليك أن تعرف نفسك حتى تتمكن من تعريف نفسك للآخرين. خذ وقتك لتحديد المهارات الخاصة بك والمهارات المطلوبة لهذا المنصب. تأكد من أنّك على بيّنة من قدراتك وانجازاتك، خصوصا بما يتعلق بالمهمة المرشح لها.
إذا كان لديك أي تجارب غير عادية، ومهارات مثيرة للاهتمام، وهوايات غير عادية، أو غير ذلك من الخصائص التي تبرزك وتميزك عن أي شخص آخر، فإنّك سوف تحتاج إلى تقديمها بشكل طبيعي ومميز.

عند إجراء المقابلة مع أصحاب العمل المحتملين، واذا كنت مهتماً حقا في الوظيفة المقترحة، تحتاج إلى التركيز على جوانب هامة وأن تظهر لمن يقابلك خلال المقابلة الأولية أنّك أفضل مرشح لهذا المنصب.
الآن، أصبحت لديك فكرة جيدة عن الأخطاء العشرة الحاسمة التي تجعل الناس يخطئون خلال المقابلات، فضلا عن أفضل الطرق لتجنب ذلك. باستخدام هذه النصائح والمعلومات، تستطيع أن تخطوا خطوة عملاقة في الاتجاه الصحيح لاتقان فن المقابلة. وبمجرد السيطرة على عملية المقابلة، لن يكون لديك أي مشكلة في الحصول على أي وظيفة تترشح لها.

            
       إعداد عضو نقابة المتخصصين في إدارة الموارد البشرية الأستاذ محمد مرتضى